و مابينهما

إليكِ السلام أيتها السماء، و منكِ السلام، إليكِ أرواحنا، و منكِ الحياة لهذه الأرواح. و ياصديقة السماء، يا حاضنةً أجسادًا و أرواحًا صنعت بكِ، يا من حوت البحرَ و الرملَ و الجبال، من ينبتُ بها الخير و الشر، فلا شراً من السماء إلا غضبًا ممن هم عليكِ، يا من أَحبَكِ البشر لدرجةٍ نسوا فيها أنكِ غربتهم، فوطننا السماء، و نهايتنا إليها. يا من باعَ البشرُ بعضهم لأجلك، طمعًا فيكِ، بجمالكِ الزائل. يا من تفرقت عليكِ أجسادٌ لمت السماء شملَ ماحوت، لمت أرواحهم فيها. يا من عاشَ فيكِ لكنه يتمنى الرحيلَ منكِ، من أتعبهُ طولكِ و بعدك، و اللاحدود عليكِ، يامن بكت السماءَ عليها رضًا و غضبًا، يا سراً غامض.. يا شمس، يا أملاً أخبر اليائس إنني أتيت، إنني أدعوكَ لتكدح، لتسعى لحلمك، أخبركَ بسرٍ باحت به الأرض إليّ، أنه لا سعادة دائمة و لا حزنٌ دائم، لا يوجد مستحيل، و أن المحاولة سبيلٌ للعيشِ و النجاح. يا قمراً لطالما عشقته، بحتُ إليه بما في نفسي ، بكيتُ أمامه، و عشتُ ليالي الحبَ تحتَ ضوءِه و بين ظلماته. يا قمراً أرى فيكَ حزني، أرى فيكَ فرحي، أرى فيكَ حكمة الأرض.. لكل شيءٍ جانبٌ مظلم، لكل شيءٍ مراحل حتى يكتمل.. أرى فيكَ عاشِقَين، أرى فيكَ فقيراً عفَ نفسه، سَمِعتَ بكائهُ ليلاً، أرى الهدوءَ و الضجة. فلتنر ظلامي و لتحمل أمنياتي إلى سماءٍ واسعة، من أرضٍ واسعة ، و من قلبٍ أكثرَ إتساعًا.


9 August