في أسوارِ عزلتك
لم أرى الحياة بصفائها الحقيقي، لم يتجلى هدوء الكون، و رسالته الواضحة إلا في العزلة. العزلة الإختيارية هي ما يهرب منها الإنسان، و لو عرفها لاستلذ بها، و إحتاج الهروب إليها في أكثر الأوقات. لم أفهم معنى وضوح الأفكار، الهدوء النفسي و الخفة إلا عندما مارستُ العزلةَ بإنتظام، بسؤال النفس و التساؤل، بالحقيقة و المواجهة، و أحيانًا بالخيال، الذي يخطفك للحظاتٍ من واقعك. ستتضح أفكارك و مشاعرك، ستعرف بها نفسك، تعلو بها بحيث تراجع أخطائك و خططك، و في بعض الأحيان تكون العزلة سببًا في سعادتك و راحتك النفسية عندما تعتزل من يؤذيك من الناس. الخلوة و العزلة مع النفس هي من أنارت لي طريقي، من علت بي، أهدتني الرؤية الواضحة و السكينة التي لم أتذوق لذتهما الحقيقية من قبل، إلتقيت بها ذاتي بعيداً عن برمجاتٍ خاطئة، تعلمت كيف أستمع لروحي، لتفكيري الخاص فأنسلخُ من تفكيرِ الجمع. لذا لا تعادي محبي الخلوة و العزلة، فالإنغماسُ الشديد مع الناس و الكلام المستمر يثقل النفس و يشغلها، كن وسطًا في كل شيء، و لا تظن أن العزلة شيءٌ سيء.. ستتذوق السكينة و الوضوح في أسوارِ عزلتك.
_ "قبل أن نتعلم كيف نرافق الآخرين يجب علينا أن نتعلم كيف نرافق أنفسنا،
خذ نفسك لنفسك، كما لم تعرفها من قبل"
July 9, 2018
_ "قبل أن نتعلم كيف نرافق الآخرين يجب علينا أن نتعلم كيف نرافق أنفسنا،
خذ نفسك لنفسك، كما لم تعرفها من قبل"
July 9, 2018
تعليقات
إرسال تعليق