جدتي
لم يتعمق ألم قلبي لفراق أحدٍ في حياتي كفراقك.. فالذكرى تبكي القلب قبل العين، و الروح تشعر بأسى و شوقٍ كبير، إني أود أن أخبر كل العالم كم كنتِ جميلة و حنونة و دافئة، بشكلٍ قوي يستمد اليائس منه القوة، و القاسي الرحمة، و المتعلم يتعلم كيف يصبح طيبًا و مشعًا مثلك، لم أتخيل ياجدتي فراقك و لكم أخبرتكِ بذلك أنني أتمنى أن أرحل ولا يسبقني رحيلك و رحيل أمي، فتنهرينني بالنظر و الكلام فأضحك وأخبرك أنه هذه هي الحقيقة، فقد كنتِ القلب الذي لا نرتوي منه، و الطيف الذي شوقًا إليه نأتي، والحضن الذي نهرب إليه، والكلام الذي نتعلم منه، والقلب الرحيم الذي أقف عاجزة أمام قدرته على ذلك، فإنني تعلمت منك كيف أبقي روحي دافئة ورحيمة ومشعة.. إنني أستوحش البيت و هو خالٍ منك، من رائحتك التي أحبها، من صوتك، من طعامك الذي أستلذُ بتذوقه دائمًا، فطيفك في كلِ زواياه.. إنني أتساءل من سيمنحنا الدلال الجميل بلا شروطٍ من بعدك، من يعطي الحنان و الإهتمام مثلك بلا أي قيدٍ و مقابل، من مثلك يفخر بنا أننا منكِ، و أننا نكون و نكون، إنني أتساءل كيف لمدينة أن تنطفئ برحيل من نحب، كيف لمكانٍ لا يعودُ ذا معنى برحيلهم، إن الأماكن تبقى باردة، خالية مهما إمتلأت، رحمك الله بقدر من إعترفت مدامعهم و قلوبهم قبل كلماتهم بأنك عظيمة و ثمينة، جعلني الله حفيدة مخلصة لاتغفل عن الدعاء لكِ في كل صلاة وفي كل ذكرى تمر على البال، فعهد الحب أن يستمر حتى بعد الممات، و إني أعزي نفسي وقلبي لعظمةِ من فقد.
"اللهمّ افسح لجدتي في قبرها مدّ بصرها، وافرش قبرها من فراش الجنّة، اللهمّ أبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها، وأدخلها جنّة الفردوس يا أرحم الراحمين"
"اللهمّ افسح لجدتي في قبرها مدّ بصرها، وافرش قبرها من فراش الجنّة، اللهمّ أبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها، وأدخلها جنّة الفردوس يا أرحم الراحمين"
تعليقات
إرسال تعليق