أن تكون فنانًا
هناك فرق بين أن تنظرَ للأشياء من زاويةٍ معينة، تلمسُ بك شيئًا وتثيرُ فيك الكثير، وبين أن تنظر للأشياء كما هي، نظرة عادية لاتحركُ بك سوى مشاعراً مؤقتة لا تصنع بها شيئًا.. أن تحب الفن، تحزن فتسطرُ حزنكَ قصيدةً وكتابة، أن ترسم لوحة.. يعني أنها فرصة ووقت لفعل شيءٍ مميز، شيءٌ يعبر عن داخلك..وحده الشخص الفنان ومتذوق الفن يدركون الأمور بصورة أخرى، يرون جانبًا لا يراه شخصٌ عادي سوى حدث، موقف، ذكرى.. أن تكون فنانًا يعني أن تصنع هذا الحدث بطريقة أكثرَ لمسًا لمشاعر الآخرين ونظرهم، أن تجيدَ الدور، أن تصل بفنك إلى القلبِ والشعور، لا إلى النظرِ والحواس بشكلٍ سطحي.. ليس الفن حقيقةً دائمًا، أحيانًا نعيش بفننا حياةً ومشاعرَ أردناها، و لو أن الأصدق دائمًا مايخرج بعمقٍ إلى قلوب الآخرين.. حيث لا أحد يكتب كما يكتب المتألمون، لا أحد يكتب كما يكتب شخصٌ عايش الشعورَ بأكمله، لذته، ومعاناته.. وحده الفنان يجيدُ رسم المعاناة بطريقةٍ باهرة، كلحنٍ ممتع.. وحده، يجيدُ كتابة مايحمله الكثير..مالم يستطيعونَ نثرَهُ وتعبيرَه.. هناك فرق أن ترى الحياةَ بنظرة الفنان، أو بنظرةٍ عادية.. وهذه النظرة تحديدًا هي التي تصنعُ الفرق...